شذرات الذهب، الإصدار - لابن العماد الحنبلي
الجزء الأول >> [مقدمة المؤلف]
سنة أربع وعشرين (س 24).
[ص 35] وفيها توفي سراقة بن مالك بن جعثم، المدني، المذكور في حديث الهجرة، وكان نازلاً بقديد، وهو منزل أم معبد المذكورة أيضاً في حديث الهجرة، ولكليهما جرى معجزات من معجزات النبوة، منها ما ذكره في ربيع الأبرار، عن هند بنت الجون: نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خيمة خالتها أم معبد، فقام من رقدته، فدعا بماء، فغسل يديه، ثم تمضمض، ومج في عوسجة إلى جانب الخيمة، فأصبحنا وهي كأعظم دوحة، وجاءت بثمر، كأعظم ما يكون في لون الورس، ورائحة العنبر، وطعم الشهد، ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا برئ، ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا ودر لبنها، فكنا نسميها المباركة، وكان من البوادي من يستشفي بها، ويتزود منها، حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها، واصفر ورقها، ففزعنا، فما راعنا إلا نعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك، من أسفلها إلى أعلاها، وتساقط ثمرها، وذهبت نضارتها، فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، فما أثمرت بعد ذلك اليوم، فكنا نتنفع بورقها، ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط، وقد ذبل ورقها، فبينا نحن فزعين، مهمومين، إذ أتانا خبر مقتل الحسين، ويبست الشجرة على إثر ذلك وذهبت، والعجب كيف لم يشتهر أمر هذه الشجرة كما اشتهر أمر الشاة، في قصة هي من أعلام القصص. انتهى
ونقول لابن عماد الحنبلي لاتتعجب فقومك هم اعداء ال البيت ع . وهذه الكرامة لو كانت لعمر وصاحبه . لوضعوها في مقدمات كتبهم . او يجعلوها خير مايبتدء به خطب الجمعة .